مرةً أخرى يجدد الإحتلال للشاعر محمود عياد والطالب في جامعة القدس أبو ديس اعتقاله الإداري، لا لتهمةٍ محددة سوى موهبته الشعرية واستخدامها لدعم المقاومة بأسراها وشهدائها وانتصاراتها.
عياد ابن مخيم الدهيشة في بيت لحم، والعضو في رابطة أدباء وكتاب فلسطين، والطالب الذي تجاوز الثلاثة وثلاثين عاماً وهو لما يتخرج بعد، يمثل قصة صمود في وجه الاعتقالات والسجن الإداري الذي يتجدد للمرة الثالثة منذ اعتقاله نهاية العام المنصرم، ليبدو له الطريق إلى منصة التخرج أطول وأبعد.
وفيما كان ينتظر عياد تنسم الحرية بعيد أسبوعٍ من الآن، قام الإحتلال بإصدار قرارٍ إداري آخر، بالتمديد لأربعة أشهر قابلةٍ للمزيد من التمديد.
قضية عياد لا تقف عند اعتقالٍ واحد، فالطالب الذي حالت الاعتقالات دون تخرجه كانت تجربته الاعتقالية الأولى وهو لم يتجاوز الـ16 عاماً، وذلك عام 2005، حين حكم عليه الاحتلال بالسجن لثلاث سنوات ونصف، ثم أٌعاد اعتقاله مجدداً لعامين آخرين، وبعد عدة شهور اعتقله مرةً أخرى، وكان ذلك نهاية 2017، ليمضي 22 شهراً في الاعتقال الإداري.
خلال حياته الأكاديمية القصيرة وتخصصه في كلية الإعلام، نشط عياد في صفوف الكتلة الإسلامية بجامعة القدس، وكان هذا سبباً آخر في المزيد من الاعتقالات والملاحقات سواء من قبل الاحتلال أو أجهزة السلطة، ليتم ما يقارب التسعة أعوام في الجامعة، أكثر من 5 منها معتقلاً أو أسيراً، حتى أنه حصل على شهادة الثانوية العامة في معتقله أيضاً، دون أدنى مراعاة لعمره وحقه في التعلم.
في السجن انطلق عياد خارج قضبان السجن، فالشاب الذي خرج من مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم شارك في مسابقة شعرية يجريها الأسرى في المعتقل، ليحصل على المرتبة الأولى وتكون تلك بدايته الشعرية الأولى وانطلاقة ابداعاته ومواهبه.
اليوم ما زال محمود عياد الملقب بـ "المرابط" لصبره وصموده يرزح تحت وطأة الاعتقال الإداري، اعتقالٌ جديد لا يدري منتهاه، لكنه المتشبث بالأمل، الواثق بالله، الشاعر الذي يرفع العزائم بكلماته، فكيف له أن ينحني، وهو الذي يردد دائماً "يرونه بعيداً ونراه قريباً".